الحاج عبدالله العربيات .. من السلط إلى القدس مجاهد لا يُنسى

6٬981

عمان الان –  في ذاكرة النضال الوطني الأردني، يبرز اسم الحاج عبدالله السالم العربيات كأحد أعلام المقاومة الذين سطّروا صفحات مشرقة من الكفاح في سبيل فلسطين والأردن، فقد عاش حياته مناضلاً، مؤمناً بعدالة قضيته، رابطاً بين مدينته السلط والمسجد الأقصى برباط روحي ووطني لا ينقطع.

ولد الحاج عبدالله السالم العربيات في السلط عام 1883، وعاش أكثر من قرن حافل بالعطاء حتى وفاته عام 1984، منذ بدايات الاحتلال البريطاني لفلسطين، انخرط في صفوف المقاومة، وكان من أوائل من لبّوا نداء الجهاد عام 1929، حيث تعاون مع الحاج أمين الحسيني في نقل المجاهدين من السلط إلى أرض المعركة، وواصل نضاله بالمشاركة في ثورة عام 1936، حيث كان يتنقّل بين المقدسيين مشجعًا وداعمًا، يلقي الأشعار المحفزة ويشد من أزر المجاهدين.

عرفه المقدسيون بوجهه البشوش وصوته الحماسي، وكان يحظى بمكانة خاصة في بيوتهم، كما عُرف بتدينه والتزامه، إذ أدى فريضة الحج سبع مرات بوسائل نقل مختلفة، أولها راحلة من السلط عام 1937، في رحلة استغرقت أكثر من أربعة أشهر.

الحاج عبدالله لم يكن مجاهداً فحسب، بل كان أيضًا من بناة المجتمع، فقد أسس مسجد “العيزرية” في السلط، مستلهمًا اسمه من بلدة العيزرية القريبة من القدس التي أحبها كثيرًا، وكان يحرص على أداء صلاة الجمعة في الأقصى قبل احتلاله عام 1967، واستمر إرثه الديني من خلال أبنائه الذين بنوا أربعة مساجد في السلط، من أبرزها مسجد فاطمة الزهراء المطل على فلسطين.

كان من وجهاء السلط، ومن كبار تجّارها المعروفين بالكرم والمروءة، لا يتوانى عن مساعدة الفقراء والمحتاجين، وكان أحد المقرّبين من الملك المؤسس عبدالله الأول، الذي قدّر مكانته وكان يسأل عنه كلما غاب عن مجلسه في الشونة.

الحاج عبدالله السالم العربيات، الذي يمتد أثره اليوم من خلال أحفاده، ومنهم وزير الأوقاف الأسبق الدكتور وائل محمد عربيات، هو قصة وطن ومثال حي للرجولة والإيمان والعمل لأجل القيم والكرامة العربية.

قد يعجبك ايضا