حين تحدث الرئيس الخصاونة

2٬650

عمان الان – محمد الصبيحي

لست مقتنعا بأن حكومة الرئيس بشر الخصاونه كانت افضل من غيرها رغم تمتعها بالوقت الطويل الذي يمكنها من انجازات بمستوى مختلف عما عدده الرئيس في حواره مع الزميل سمير الحياري في برنامج (المسافة صفر ) عبر راديو ( نون ) فالمسافة صفر لم تكن اشتباكا قويا كما يوحي الاسم ، اما نون ( ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)  الاية الاولى من سورة القلم اما الأية السادسة من السورة فتقول ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) ، واقصد من هذا الاستدلال أن التقييم الصحيح للاعمال انما هو عند رب العالمين وما نحن إلا بشر يخطئ ويصيب في تقييم اعمال وانجازات الاخرين من رئيس الوزراء الى عامل الوطن.

نكتشف متأخرين أن الرئيس بشر الخصاونه يمتلك موهبة متميزة في الحديث والحوار ، هدوء ولغة ومعلومات وقدرة على تجاوز المطبات التي حاول الحياري ايقاع عربة الرئيس فيها ، كما أن دولته لم يستطع ( أو لم يرغب ) الخروج من ثوب الديبلوماسي الذي ارتداه لسنوات طويلة من عمله السابق في الخارجية . إذ تجنب نقد الاخرين وأثنى على جميع من وردت أسماؤهم في الحوار ومنح من أخطا منهم صك براءة وغفران ، وكان حريصا ألا يدخل في اشتباك مع عمل من سبقوه فأوحى للمراقب والناقد ( دون ان يدري ) أن حكومته ليست إلا امتدادا غير متميز للحكومات التي سبقتها ، ولكنه بالمقابل استطاع باسلوبه الهادئ وبساطته أن يكسب تعاطف اغلبية المشاهدين.

تقاس الحكومات بالأنجازات وقد عدد الرئيس انجازات حكومته وظروف عملها في تجاوز ازمة وباء كورونا والحرب في اوكرانيا وقد سبق لحكومات سابقة ان فعلت مثل ذلك اذ كانت تتذرع بالمؤثرات الخارجية من أزمات الاقليم والازمة الاقتصادية العالمية الى ارتفاع اسعار النفط .. الخ .

لست خبيرا بالاقتصاد ولكن ما افهمه ان قياس الانجازات له اكثر من معيار وأهمها ما تجنب الرئيس التحدث فيه وأؤمن به شخصيا وهو إن اردت التحدث عن انجازات فحدثنا عن نسبة النمو الاقتصادي سنويا وحصة الفرد من هذا النمو ،،، حدثنا عن نسبة التضخم ،، حدثنا عن انخفاض أو ارتفاع نسبة البطالة ، وعن البنية التحتية في شوارعنا وليس عن عدد الكيلومترات الاضافية المنجزة ،، حدثنا عن مستوى الخدمات الصحية قبل عدد المستشفيات الجديدة ، حدثنا عن نسبة الفقر وخط الفقر أرتفاعا أم انخفاضا ،،، حدثنا عن فشل كل الحكومات في التعامل مع ملف العمالة الوافدة ، حدثنا عن مائدة العائلة الاردنية كيف كانت و كيف اصبحت إيجابا أم سلبا ،، حدثنا عن مرفق العدالة والحريات العامة في التقييم الدولي.

لقد صارحتنا بان فجوة النفقات والايرادات بلغت ٢ مليار دينار سنويا لابد لكل حكومة من اقتراضها ولم تحدثنا كيف يمكن خفض خدمة الدين العام ووقف ارتفاع نسبة الدين العام الى الناتج الاجمالي للدولة.

دولة الرئيس حديثك كان دافئا على المستوى الانساني

وكان الزميل الحياري يتفادى الغوص مثلما تفاديت السباحة في الامواج العالية .

قد يعجبك ايضا