الدراما الاردنية….والرحلة نحو المجهول
عمان الان –الكاتب الاردني : سمير عمر /العتوم
منذ بداية الثمانينات حتى اواسط التسعينات كانت الدراما الاردنية في قمة مجدها وتالقها. وكانت تتصدر المشهد العربي كاملا. خاصة بانتاج المسلسلات البدوية التي كانت تصدر لمعظم دول الخليج.
الا انها بدات بالتراجع والانحسار شيئا فشيئا ، وصارت تقتصر على بعض الاعمال الفنية هنا وهناك، مما ادى الى عزوف المشاهد الاردني والتوجه نحو قنوات اكثر نشاطا، والسؤال هنا لماذا وصلت الدراما الاردنية الى ما هي عليه الان ..؟؟؟ وما الذي ادى الى هذه الانتكاسة وهذا التعثر …؟ وهل صحيح بان العمل فيها اصبح مقامرة ولا يحمد عقباها…؟؟؟ اذا كان كذلك فهي مصيبة ، وان غفلنا عنها وتجاهلناها فالمصيبة اعظم.
مع العلم بان البنية التحتية متوفرة. من كتاب نصوص وممثلين ومخرجين مبدعين ورائعين، ولدينا شركات انتاج لها اسمها العريق وعلى راسها التلفزيون الاردني.
بحسب رايي هناك اسباب عدة ادت الى هذا التعثر الواضح، وقد تطرقت لذكرها في محافل عدة، ومن هذه الاسباب:
اولا: غياب التشاركية والتنسيق الجاد بين الجهات الرسمية ذات الاختصاص والمؤسسات الخاصة.
ثانيا: عدم الاستثمار الجيد بالكفاءات الاردنية الجديدة المبدعة من كتاب نصوص وممثلين ومخرجين، مما ادى الى هروبهم للبحث عن فرص في دول اخرى.
ثالثا: الخوف والرهبة لدى بعض شركات الانتاج بالمغامرة في ظل وجود السوشيال ميديا والقنوات الاخرى المنافسة.
رابعا : غياب الدعم الفني واللوجستي لهذا القطاع والعاملين عليه.
كما ان هناك اسباب اخرى كثيرة يطول الحديث عنها.
ومن هنا يتوجب علينا ان نتكاثف جميعا ونعمل بشكل جاد سواء على الصعيد الرسمي او الخاص للنهوض بالدراما الاردنية من جديد ، فالتحدي في غاية الصعوبة، واعادة الثقة ليست بالامر السهل، لكن من الممكن تحقيق ذلك بتهيئة الظروف المناسبة للخروج باعمال فنية عصرية ومتميزة، من خلال اختيار النص المناسب والقوي، لان النص هو اساس العمل الدرامي برمته وهو اهم اسباب نجاحه، واختيار الممثل القادر على اتقان دوره بكفاءة، وتوفير كل اسباب ومتطلبات النجاح.
وختاما كلي امل ان نعمل يدا بيد لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، واعادة البوصلة لمكانها، ونعود بالدراما الاردنية لتنافس من جديد.