خدمة العلم.. قرار في وقته ورهان على الشباب
عمان الان – أحمد الضامن
من يتأمل في مسيرة الأردن، يدرك أن سرّ صموده ونهضته على الدوام كان في شبابه، فهم العصب الحي، والسند الذي يُعوَّل عليه، والطاقة التي تكتب المستقبل.
واليوم؛ ومع إعلان سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد الأمين، عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم، فإننا أمام قرار وطني كبير، جاء في التوقيت الصحيح، ويعبّر عن رؤية عميقة تستشرف المستقبل وتضع الشباب في قلب المشروع الوطني.
إن عودة خدمة العلم ليست مجرد برنامج تدريبي عابر، بل هي رسالة واضحة بأن الأردن ماضٍ نحو تعزيز هويته الوطنية، وترسيخ قيم الانتماء والانضباط والمسؤولية في نفوس شبابه، فنحن بأمسّ الحاجة إلى هذا البرنامج في ظل التحديات المتسارعة، كما أن القرار يحمل رسالة واضحة للخارج، بأن الأردن حاضر وجاهز لأي طارئ، في لحظة يعلو فيها ضجيج التهديدات والمشاريع التوسعية والأحلام المتطرفة.
قرار ولي العهد بإعادة إحياء هذه التجربة الوطنية جاء قوياً وصريحاً، لأنه يرد الاعتبار لفكرة طالما شكلت مصدر اعتزاز للأردنيين، ويفتح الباب أمام الشباب ليكونوا جزءاً من مدرسة الانضباط والعمل الجماعي والالتزام، وهي القيم التي لا يمكن أن يكتسبها الإنسان إلا من خلال تجربة حياتية عملية كتجربة خدمة العلم.
الأردنيون يدركون تماماً ما تعنيه مرافقة نشامى القوات المسلحة – الجيش العربي، تلك المؤسسة الوطنية التي لم تخذل الوطن يوماً، وكانت على الدوام صمام أمانه ودرعه الواقي، وبالتالي فإن خوض شبابنا تجربة خدمة العلم إلى جانب الجيش العربي، هذا يعني أنهم يتعلمون من مدرسة العزيمة، ويقتبسون من وهج الانضباط، ويغرسون في قلوبهم معنى التضحية والعطاء، وهذه بحد ذاتها مكاسب لا تقدّر بثمن.
إن هذا القرار جاء في لحظة فارقة، ونحن بحاجة لأن نُحصّن شبابنا من التحديات الفكرية والسلوكية التي يفرضها عالم اليوم، فخدمة العلم ستعيد اللحمة بين الأجيال، وستمنح شبابنا الثقة بأنهم قادرون على حمل الراية ومواصلة المسيرة.
لقد أحسن سمو ولي العهد الاختيار حين راهن على الشباب، وأكد مرة أخرى أن مستقبل الأردن مرهون بقدرة أبنائه على النهوض وتحمل المسؤولية، وكلنا ثقة أن هذا البرنامج سيترك بصمة إيجابية عميقة في شخصية شبابنا، وسيكون خطوة نوعية في مسيرة بناء الوطن.
فالأردن اليوم أكثر حاجة من أي وقت مضى إلى شباب مؤمن برسالته، معتز بانتمائه، متسلح بالعلم والانضباط والمهارة، وخدمة العلم هي البوابة التي ستفتح أمامهم هذا الطريق، فشباب الوطن سيتعلمون في ميادين الشرف والرجولة وعلى يد بواسل ونشامى قواتنا المسلحة.