السياحة القادرة على الصمود: الأردن بين التحديات والحلول نحو مستقبل مستدام

0 29

عمان الان – محمود ايوب 

مع احتفال العالم باليوم العالمي للسياحة القادرة على الصمود، تتجه الأنظار إلى قطاع السياحة الأردني، الذي يشكل ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني.

ورغم مكانته المميزة، إلا أنه يواجه تحديات متعددة تتطلب حلولًا مبتكرة تضمن استمرارية المنشآت السياحية والفندقية، مع التركيز على استقطاب أسواق جديدة وتطوير الوجهات السياحية غير المستغلة.

واقع السياحة الأردنية بين التحديات والإهمال

رغم ما يتمتع به الأردن من كنوز سياحية وتاريخية فريدة، فإن القطاع السياحي يعاني من إهمال واضح لبعض الأسواق والفرص، إضافة إلى تحديات أخرى، أبرزها:

إهمال سوق السياحة الأجنبية في الخليج: على الرغم من وجود جالية أجنبية ضخمة في دول الخليج ذات قدرة إنفاقية عالية، لم تُبذل جهود كافية لاستقطابها إلى الأردن.

ضعف الربط الجوي مع أسواق جديدة: مما يحد من تنويع مصادر السياحة ويؤثر على تدفق السياح.

ارتفاع تكاليف التشغيل السياحي: الأمر الذي يُثقل كاهل المنشآت ويؤثر على تنافسيتها.

تراجع الاستمرارية في الترويج للأردن: حيث تقتصر الحملات على أوقات موسمية، مما يقلل من أثرها التراكمي.

إهمال تطوير المناطق السياحية في الشمال: رغم ما تتمتع به من مقومات طبيعية وثقافية يمكن أن تجعلها وجهة سياحية مميزة.

الحلول لضمان استمرارية القطاع السياحي والفندقي

حتى تصبح السياحة الأردنية قادرة على الصمود، لا بد من تبني استراتيجيات عملية ومستدامة، تشمل ما يلي:

أولًا: إعادة الترويج والتركيز على أسواق الخليج

استهداف الجاليات الأجنبية في الخليج: عبر حملات إعلانية موجهة بلغات متعددة، مع تقديم عروض سياحية مخصصة.

إقامة معارض سياحية دورية في دول الخليج: بالتعاون مع شركات السفر المحلية لتعريفهم بالمنتج السياحي الأردني.

تنشيط السياحة العلاجية: عبر الترويج للمستشفيات الأردنية ذات السمعة العالمية للعائلات الخليجية والأجنبية المقيمة في الخليج.

تفعيل الشراكات مع مكاتب السياحة الخليجية: لتقديم باقات سياحية شاملة بأسعار تنافسية.

ثانيًا: تعزيز الربط الجوي واستقطاب شركات الطيران

استقطاب شركات الطيران منخفضة التكلفة (Low-cost carriers): لتسهيل وصول السياح من مختلف أنحاء العالم بتكلفة منخفضة.

فتح خطوط طيران جديدة: خاصة مع الأسواق التي لا توجد بينها وبين الأردن رحلات مباشرة.

تقديم حوافز لشركات الطيران: التي تزيد عدد رحلاتها إلى الأردن أو تدشن وجهات جديدة.

توسيع اتفاقيات الطيران العارض (Charter Flights): لجذب المجموعات السياحية الكبرى من الأسواق الأوروبية والأسيوية.

 

ثالثًا: تطوير المناطق السياحية في الشمال وتشجيع الاستثمار

إطلاق خطة وطنية لتطوير السياحة في الشمال: تشمل محافظات عجلون، إربد، وجرش، مع التركيز على السياحة البيئية والثقافية.

فتح باب الاستثمار السياحي: عبر تسهيل الإجراءات وتوفير حوافز استثمارية جاذبة.

تشجيع إقامة منشآت سياحية جديدة: مثل الفنادق، المنتجعات، المطاعم، والمتنزهات الترفيهية.

توفير قروض ميسرة: للمشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة لدعم رواد الأعمال.

الترويج للسياحة الريفية والبيئية: من خلال برامج سياحية تتيح للسياح تجربة الحياة الريفية الأردنية، مما يساهم في دعم المجتمعات المحلية.

رابعًا: تسهيل الإجراءات ودعم الاستثمار السياحي

تسريع إجراءات التراخيص: لإنشاء المنشآت السياحية والفندقية.

تقديم إعفاءات ضريبية: للمشاريع السياحية الجديدة، خاصة في المناطق الأقل تطويرًا.

إطلاق منصة إلكترونية شاملة: لتسهيل التواصل مع المستثمرين وتبسيط الإجراءات الحكومية.

دعم المنشآت السياحية القائمة: بتقديم حوافز لتجديدها وتطوير خدماتها بما يتناسب مع المعايير العالمية.

خامسًا: الاستمرارية في الترويج السياحي عالميًا

إطلاق حملات ترويجية مستمرة وليست موسمية: مع التركيز على الأسواق الرئيسية والناشئة.

التعاون مع المؤثرين العالميين في مجال السفر والسياحة: لتعزيز صورة الأردن عالميًا.

تنظيم رحلات تعريفية (FAM Trips): للصحفيين والمدونين من مختلف دول العالم لتعريفهم بالتجارب السياحية الأردنية.

تنويع أدوات الترويج الرقمي: عبر منصات التواصل الاجتماعي، الفيديوهات الترويجية، والتطبيقات الذكية.

إبراز عناصر الجذب الجديدة: مثل سياحة المغامرات، السياحة الصحراوية، والسياحة الدينية.

الأردن.. نحو سياحة مستدامة وقادرة على الصمود

رغم التحديات، فإن الأردن يملك فرصة كبيرة لتحقيق نهضة سياحية شاملة إذا تم التركيز على الأسواق المهملة مثل الجاليات الأجنبية في الخليج، وتنويع الوجهات السياحية من خلال تطوير الشمال، إضافة إلى تحسين الربط الجوي وتحفيز الاستثمار. كما أن استمرارية الترويج العالمي، مع خطط تسويقية موجهة ودعم المنشآت القائمة، سيكون لها أثر كبير في تعزيز مكانة الأردن على خارطة السياحة العالمية.

في اليوم العالمي للسياحة القادرة على الصمود، يبقى الأردن أرض الفرص السياحية التي تحتاج إلى استراتيجيات مدروسة تدعم استدامة القطاع وتخلق نهضة اقتصادية تساهم في توفير فرص العمل وتحريك عجلة التنمية. إن الجمع بين الترويج المستمر، تحفيز الاستثمار، واستهداف الأسواق غير المستغلة، هو الطريق نحو مستقبل سياحي أكثر صمودًا وتألقًا

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.